كم يحتاج هاتفك الأندرويد من ذاكرة الرام “RAM”؟
لنكن دقيقين للغاية، عندما تبدأ بالبحث عن هاتف ترغب في شرائه، أول شيء تقوم بتفحصه هي المواصفات الداخلية، كحجم ذاكرة الوصول العشوائي “رام” وحجم البطارية ومعالج وقوة الكاميرا وما إلى ذلك من مواصفات رئيسية، في نفس السياق ولكن من زاوية مختلفة، مع إطلاق كل هاتف رائد نلاحظ أن سعة ذاكرة الوصول العشوائي لهذه الهواتف آخذة بالازدياد، فحتى يومنا هذا فقد ارتفعت ذاكرة الوصول العشوائي لحجم 10 غيغابايت، والسؤال الجوهري هنا هل سبق لك أن فكرت كم يكفي من ذاكرة الوصول العشوائي “رام” لهاتف يعمل بنظام أندرويد؟
في هذه المقالة نُفصّل هذا السؤال بإجابات واقعية ونشرح لكم كيفية عمل ذاكرة الوصول العشوائي مع أجهزة أندرويد وكيف يستخدم الهاتف هذه الذاكرة وتساؤلات أخرى، وأول ما نبدأ به هو تعريف ذاكرة الوصول العشوائي؟
ما هي ذاكرة الوصول العشوائي “رام”؟
يتم استخدام ذاكرة الوصول العشوائي “رام” من قبل الهاتف الذكي الخاص بك لاحتواء بيانات التطبيقات النشطة إلى جانب نواة نظام التشغيل ووحدة المعالجة المركزية، حيث هذه الذاكرة تقوم بقراءة وكتابة البيانات بسرعة، على سبيل المثال يحتوي معالج Snapdragon 835 على ذاكرة تخزين مؤقتة ذا سعة 2 ميغابايت، وذلك لمراكز توزيع عالية الأداء بالإضافة إلى لوحات وصل منخفضة سعة 1 ميجابايت.
وهنا تقوم ذاكرة الوصول العشوائي بتخزين البيانات لفترة قصيرة من الزمن ويمكن كتابة البيانات المخزنة فيها وقراءتها بسهولة وبسرعة، ويتم حذف البيانات المخزنة في ذاكرة الوصول العشوائي عند إيقاف تشغيل هاتفك، حيث بمجرد تشغيل هاتفك الذكي يتم الحصول على قسمة صغيرة من ذاكرة الوصول العشوائي ولا يمكن الوصول إليها بواسطة نظام التشغيل أو التطبيقات.
كيف يستخدم الهاتف الذكي ذاكرة الوصول العشوائي؟
يتم الحصول على ذاكرة الوصول العشوائي في الغالب من خلال التطبيق الذي يعمل على الهاتف لأنه يخزن البيانات المتعلقة بها بشكل أساسي، كما وأن ذاكرة الوصول العشوائي قادرة على تشغيل التطبيقات في الخلفية دون التأثير على أداء الهاتف الذكي، فضلًا على أنها تظل نشطة حتى في حالة عدم استخدام الهاتف، وإليكم طريقة استخدام الرام من قبل الهواتف بشكل مُفصّل وذلك من خلال أربع طبقات:
الطبقة الأولى: Kernel Space:
يعمل هاتف الأندرويد على نظام Linux Kernel، حيث يتم الاحتفاظ بنواة في نوع فريد من الملفات المضغوطة المشتقة في ذاكرة الوصول العشوائي أثناء تشغيل الجهاز، وتحتوي هذه المساحة على برامج تشغيل ووحدات kernel التي تقوم بإدارة الأجهزة والمساحة لتخزين البيانات في ذاكرة kernel وخارجها.
الطبقة الثانية: RAMDisk للملفات الافتراضية:
بعض المجلدات والملفات الموجودة على شجرة النظام الافتراضي، عبارة عن ملفات زائفة مدرجة للتثبيت والتمهيد للأشياء مثل بيانات سرعة وحدة المعالجة المركزية ومستويات البطارية،على نظام التشغيل أندرويد يعتبر الدليل بأكمله أحد أنظمة الملفات الزائفة ، لذا يتم حجز ذاكرة الوصول العشوائي لهم لتوفير مساحة للعمل بكل سلاسة.
الطبقة الثالثة: الراديو والشبكة:
يتم حفظ المعلومات المتعلقة بإعدادات الراديو و والشبكة في الذاكرة غير المتطايرة (الذاكرة التي تبقى حتى عند إيقاف تشغيل هاتفك)، ويتم نقل هذه المعلومات إلى ذاكرة الوصول العشوائي مع البرنامج المطلوب لمساعدة المودم عند تشغيل الهاتف، لذلك هذه المساحة مأخوذة بهذا.
الطبقة الرابعة:GPU:
يحتاج محول الرسومات إلى ذاكرة للعمل، وهو ما يسمى VRAM، كما يستخدم الهاتف وحدات معالجة الرسومات المدمجة بدون VRAM، لهذا السبب يتم حفظ ذاكرة الوصول العشوائي للنظام لهذا الغرض.
وبعد ذلك وتحديدًا عند تشغيل هاتفك الذكي يتم استخدام الذاكرة المتبقية من ذاكرة الوصول العشوائي من خلال نظام التشغيل والتطبيقات، أيضا يتم حفظ جزء من ذاكرة الوصول العشوائي المتبقية للأشياء التي تتطلب القيام بها بسرعة، وهذا هو السبب في أن ذاكرة الوصول العشوائي المتاحة في الإعدادات لا تتشابه مطلقًا مع سعة ذاكرة الوصول العشوائي (RAM) المثبتة على هاتفك.
كيف تعمل وظيفة ذاكرة الوصول العشوائي على أندرويد؟
لمعرفة كل ما تحتاج إليه ذاكرة الوصول العشوائي (RAM) على هاتف ذكي، نحتاج إلى إلقاء نظرة على كيفية عمل الرام، حيث إذا كنت قد عملت على جهاز كمبيوتر يعمل بنظام ويندوز، فيجب أن تعرف أنه للحصول على جهاز أفضل أداء يجب أن يكون للجهاز ذاكرة وصول عشوائي (RAM) حرّة.
وعلى أندرويد تعمل الأشياء بطريقة مختلفة، حيث يعمل على نظام Linux kernel الذي يعمل مع مجموعة مختلفة من القواعد مقارنة مع أجهزة الكمبيوتر التي تعمل بنظام التشغيل ويندوز، حيث إذا كان هناك ذاكرة وصول عشوائي حرة، فإنها تضيع، لذلك هذا هو السبب في أنك لست بحاجة إلى تنظيف ذاكرة الوصول العشوائي لتحميل التطبيقات الأخرى، حيث إنها عملية تلقائية.
وبعد هذا الحديث يمكن أن تكون مساحة ذاكرة الوصول العشوائي القليلة مشكلة، نظرًا لأن النظام لن تتوفر لديه مساحة كافية لتشغيل ذاكرة الوصول العشوائي، مما يجعل من التطبيقات تتعطّل سواء أثناء التصفّح أو في الخلفية، حيث في معظم الهواتف الذكية والقادمة مع ذاكرة وصول عشوائي 2 غيغابايت، طبعًا ستكون الذاكرة غير كافية للتطبيقات بشكل صحيح، وقد يكون تعدد المهام أمرًا صعبًا، نظرًا لأن التطبيقات على هذه الهواتف ستتعطّل طوال الوقت، ولهذا السبب كانت هناك حاجة لزيادة ذاكرة الوصول العشوائي.
ملاحظة مهمة:
“لا نقول أن وجود المزيد من ذاكرة الوصول العشوائي أمر سيء، ولكنه ليس له أي أساس.”
بعد هذه الملاحظة يظهر لدينا أن هاتف ذكي بسعة 10 غيغابايت من ذاكرة الوصول العشوائي هو أكثر بكثير مما هو مطلوب، والدليل لا نزال نستخدم أجهزة الكمبيوتر المحمولة مع ذاكرة 8 غيغابايت أو أن البعض منا يمتلك جهاز كمبيوتر محمول مع ذاكرة وصول عشوائي سعتها 4 غيغابايت.
ألا يبدو ذلك كثيرًا؟
ذاكرة عشوائية 8 غيغابايت أو 10 غيغابايت غير ضرورية تمامًا للهاتف العادي الذي يعمل بنظام أندرويد،و يمكن أن تعمل هواتف مثل Nexus أو Android One بشكل جيد مع ذاكرة عشوائية سعتها 2 غيغابايت، وهنا دعونا نقارن بين هاتف Google Pixel وهاتف Samsung Galaxy، حيث يأتي الأخير مُزوّدًا بالعديد من الميزات الإضافية، وهذا ما يجعله أكثر تحميلًا على نظام التشغيل، الأمر الذي يتطلب المزيد من ذاكرة الوصول العشوائي للعمل بسلاسة.
ومع ذلك يمكن أن يعمل هاتف Pixe l مع ذاكرة وصول عشوائي أقل مع أداء سلسل ودون وضع حمل على نظام التشغيل الخاص به، ونظرًا لهذه الأسباب تم تصميم إصدار مختلف من أندرويد للهواتف الذكية لتشغيل نظام التشغيل مع سعة ذاكرة الوصول العشوائي (RAM) منخفضة وهو ما يعرف “بأندرويد ون”.